ومن آيات الله في النبات ما نشاهده في نمو النباتات بميزان دقيق ، وتقدير حكيم ، قدره الله في بذور أو أصول تلك النباتات ، فلا تحيد عنه ، فينمو كل جزء في النبات وفق ذلك التقدير الخاص به. فلكل نوع من النبات : جذر، وساق ، وأوراق ، وأزهار ، وثمار تميز ذلك النوع عن سائر الأنواع الأخرى في شكله وصورته ، وحجمه ، ومادته وتركيبه، ولونه وطعمه ورائحته ، وفي علاقة أجزاء النبات ببعضها. ولولا ذلك التقدير الدقيق الذي تخضع له النباتات في نموها لاختل النمو في أعضاء وأجزاء تلك النباتات ، وربما طغى نوع على سائر الأنواع كما يجر ذلك إلى اختلال الموازين التي تضبط علاقة النباتات بالتربة ، والماء ، والهواء والحيوان والإنسان .إن ذلك التقدير والميزان ، يبدأ بتقدير ما يمتص من الماء ، والهواء ، والأملاح ، فلا يدخل عنصر إلى كل نوع من النبات إلا بالقدر المحدد الدقيق المناسب لذلك النوع وتعمل الموازين عملها للتحكم فيما يصنعه كل نوع من أنواع النبات وينتجه من تلك المواد التي امتصها . ثم يتجلى التقدير المحكم ، والميزان الدقيق فيما يأخذه ذلك النوع من النبات من المواد التي أنتجها ليصنع منها خلاياه وأنسجته وأعضاءه الخاصة به ، فبذرة الفول تنبت نبات الفول ، ونبات الفول ينتج حبوب الفول ، وحبة القمح تنتج زرع القمح ، وزرع القمح ينتج حب القمح ، ولا يقع خطأ في ذلك ، وهكذا سائر أنواع النباتات مع أن الكل يسقى بماء واحد وينبت في أرض واحدة. فمن هدى كل نبات لمقادير ما يأخذه من الأرض ، وموازين لصناعة ما يحتاج إليه من المواد ، والطريقة الحكيمة لتركيب خلاياه واجزائه بأشكالها وأحجامها ، وألوانها ، ومقاديرها الخاصة بذلك النوع من النبات؟ من إلا الذي قال في كتابه(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(الرعد:4) والقائل وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(الحجر:19) .وتأمل في ذلك التوازن المحكم بين طول ساق النبات وما يتفرع منه من أغصان وبين عمق الجذر وما يتفرع منه من جذور بما يحقق ثبات النبات وصموده أمام العوامل المهددة لثباته كالرياح والأمطار والحيوانات . وتأمل في توزيع وتبادل الأغصان على سوق النباتات وتوزيع الأوراق وتبادلها على تلك الأغصان ، بما يحقق التوازن في جسم النبات ، ويضمن تعريض المصانع الخضراء في الأوراق لضوء الشمس الضروري لتلك المصانع .فمن الذي هدى كل غصن وورقة إلى موقعها الصحيح ، واتجاهها الصحيح ، فإذا خرج غصن من جهة على الساق لا يخرج غصن تال من نفس الجهة ، وإذا خرجت ورقة من الساق أو الغصن من جهة ، فإن الورقة التالية تخرج من جهة أخرى مقابلة ولا تخرج من الجهة التي خرجت منها أختها التي قبلها ، فسبحان (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى+وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) ( الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)
وانظر إلى آثار اللطيف الرحيم الخبير الذي سهل على الإنسان جمع الغلال والثمار من هذه النباتات :
فجعل الحبات الصغيرة في سنابل أو قرون تجمع فيها الحبوب ، وجعل حبات الثمار الصغيرة مجموعة في عناقيد ، ولو توزعت تلك الحبوب في جسم النبات لشق على الإنسان جمعها .وانظر كيـف جعـل الخالـق الأشجار التي أعدهـا لأخـذ الأخشاب طويلـة سامقة قـد تصل إلـى ارتفاع مئة مـتر، بينما جعل نبـاتات المراعـي ذات أعشاب قصيرة متشابكة تصلح طعاماً للأنعام والحيوان، وجعل بعض النباتات صغيراً جداً كالطحالب في البحار والمحيطات لتصلح غذاءً لكائنات مجهرية تغذي الأسماك الصغيرة لتصبح بدورها غذاء لأسماك أكبر منها .
وانظر إلى آثار اللطيف الرحيم الخبير الذي سهل على الإنسان جمع الغلال والثمار من هذه النباتات :
فجعل الحبات الصغيرة في سنابل أو قرون تجمع فيها الحبوب ، وجعل حبات الثمار الصغيرة مجموعة في عناقيد ، ولو توزعت تلك الحبوب في جسم النبات لشق على الإنسان جمعها .وانظر كيـف جعـل الخالـق الأشجار التي أعدهـا لأخـذ الأخشاب طويلـة سامقة قـد تصل إلـى ارتفاع مئة مـتر، بينما جعل نبـاتات المراعـي ذات أعشاب قصيرة متشابكة تصلح طعاماً للأنعام والحيوان، وجعل بعض النباتات صغيراً جداً كالطحالب في البحار والمحيطات لتصلح غذاءً لكائنات مجهرية تغذي الأسماك الصغيرة لتصبح بدورها غذاء لأسماك أكبر منها .