لما قضى الله أن يكون النبات ثابتاً في مكانه تكفل سبحانه بإيصال حبوب اللقاح من الزهرة المذكرة إلى الزهرة المؤنثة أو من عضو التذكير إلى عضو التأنيث في نفس الزهرة ثنائية الجنس(12) لإنجاز عملية الإخصاب ، وخلق لها سبحانه من الوسائل ما ييسر لها تزاوجها وجند لها مخلوقاته من إنسان وحيوان وريح وماء ، والكل يؤدي دوره كما قدر له ربه سبحانه .
أولاً : النقل بواسطة الرياح
سخر الله الرياح لحمل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة.وخلق سبحانه حبوب اللقاح بكميات كثيرة لضمان تلقيح الأزهار المطلوبة .ويسر العليم الحكيم نقل حبوب اللقاح فجعل حوامل الأزهار المذكرة متدلية بحيث يمكن لأخف نسيم أن يحركها فتتناثر حبوب اللقاح وتطير مع الهواء إلى الأعضاء الأنثوية التي جعلها الله ريشية مكشوفة أمام الهواء للإمساك بحبوب اللقاح. ولم يجعل الخالق جل وعلا لهذا النوع من الأزهار رحيقاً أو روائح كما للأزهار التي تعتمد على الحشرات والحيوانات في تلقيحها لعلمه سبحانه أن الرياح لا تحتاج إلى هذه المحفزات للقيام بمهمة التلقيح .
وجعل الله نباتات المحاصيل - التي يحتاج إليها الإنسان بكميات كبيرة – من النوع الذي يتلقح بالرياح لأنها الوسيلة التي يتحقق بها التلقيح على أوسع مدى .فمَنَ سخر الأزهار لانتاج حبوب اللقاح بكميات كبيرة لضمان تلقيح المياسم الناضجة من تلك الأزهار؟ ومَنَ جعل حوامل حبوب اللقاح متدلية تتأثر بأدنى حركة للرياح؟ وجعل المياسم الأنثوية ريشية مكشوفة للإمساك بحبوب اللقاح الطائرة ؟ ومن أوجد التناسق البديع بين الرياح وحبوب اللقاح والمياسم إلا العليم بما خلق ، الحكيم فيما أبدع ، القائل: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)(الحجر:22) .
ثانياً : النقل بواسطة الحشرات :
وهناك أزهار أخرى لا تتلقح بالرياح لاختلاف تركيبهـا عـن تلك السابقـة(13) فجعل الله لها وسيلة أخـرى لتلقيحهـا وهي الحشرات ، وجعل سبحانه في هذه الأنواع من الأزهـار جـواذب للحشرات كالرحيق وحبوب اللقاح والألوان الجميلة، وجعل الهادي سبحانـه لبتلات الزهـور بقعا أو خطوطاً براقة تحدد المسار إلـى مخزن الرحيق .وسخـر الله للأزهـار التي مخـازن الرحيق فيهـا عميقة حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم طويلة كالنحل والفراشات ، أمـا الأزهار التي مخازن الرحيق فيها قريبـة فقد سخر الله لها حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم قصيرة كالذباب والخنافس .وهكذا تزور الأزهار المختلفة حشرات تتناسب معها .وأثناء زيارة الحشرة للزهـرة تلتصـق حبوب اللقاح على جسمها ، وعند زيارتها لزهرة أخرى من نفس النوع تنقل حبـوب اللقاح إلى عضو التأنيث فيها حيث تكـون أجزاء الزهرة مصممة بإحكام يتناسب مع
نوع الحشرات الحاملة لحبوب اللقاح .بل إن زهرة سحلبية النحل(14) جعل لها الباري عزوجل تركيباً يشبه أنثـى النحـل
وتنتج نفس رائحتها فيتوهم ذكـر النحـل أنها حشرة أنثى من نوعه ! وقد أبدع الله تصميم هذا النوع مـن الأزهـار بحيث إذا وقفت الحشرة الذكر عليها لامَسَ رأسُهـا أعضاء التذكير في الزهرة فيتعفر بحبوب اللقاح ويحمله إلى زهرة أخرى لتلقيحها. فانظر إلى آيات ربك التي تدلنا على حكمته سبحانه وعلمه ورحمته ، وسل نفسك مَنْ وزَّع هذه التخصصات في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ ومَنْ حدد طرق مسارها وهداها إلى أداء وظيفتها فلا تضل الطريق ، ولا يدخل مَيْسَم زهرة لقاحُُ دخيلُُ غريب عن نوعها؟ مَنْ إلا الله .
* وتأمل الزهرة الفخ التي تقتنص الحشرة لا من أجل التغذي عليها بل من أجل تحميلها حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في زهرة أخرى من نفس النوع والتي تفعل بالحشرة الناقلة نفس الشئ من أجل تفريغ تلك الحمولة من حبوب اللقاح لتتم عملية التلقيح .
* وزهرة الأرسمية(15) تنتج رائحة اللحم المتعفن لتجذب بها الذباب ليدخل قاعة مغلقة ، ولا يمكن للذباب أن يهرب إلا عندما تفتح بوابة فوهة الزهرة ، وحينها تكون الذبابة قد كسيت باللقاح في أثناء صراعها من أجل الخروج ، وعندما تنتقل إلى زهرة أخرى من نفس النوع تجذبها نفس الرائحة وتحتضنها الزهرة لأخذ حبوب اللقاح التي علقت في جسمها من الزهرة المذكرة ، فإذا ما تم التلقيح أطلقت سراحها .
* أما السحلبية الأرجوانية(16) المبكرة فليس عندها قاعة للسجن المؤقت بل لها مئابر(17) محملة بلوالب تنغلق على النحلة الزائرة في عملية تصفيد مؤقت، وصراع النحلة للخلاص يفرغ كيس اللقاح فوق ظهرها ، ثم تطير إلى زهرة أخرى من النوع نفسه لتلقي المصير نفسه حتى تطلق اللقاح على ميسمها .فمن هدى الزهرة أن تنتج الرائحة التي تجذب الحشرة المناسبة لتلقيحها ، ومن أمر الحشرة أن تنجذب لتلك الرائحة المخصوصة ؟
من علَّم الزهرة المذكرة حبك فخها المناسب لتلك الحشرة ؟ وعلم الزهرة الأنثى أن تحبك نفس الفخ ؟ لنفس الحشرة ؟ ومن حفز الحشرة أن تسير إلى الفخ؟ مَنْ غيرُ الخالق الفعال لما يريد .
ومن أحكم تركيب تلك الزهور مع أجسام تلك الحشرات للتزاوج بين النباتات ؟ من غير العليم الخبير سبحانه القائلسُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (يس:36) .وهل يقبل العقل السوي أن ينسب كل هذا الإحكام والتقدير والتدبير إلى الصدفة والعشوائية كما يزعم الكافرون ؟!
أولاً : النقل بواسطة الرياح
سخر الله الرياح لحمل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة.وخلق سبحانه حبوب اللقاح بكميات كثيرة لضمان تلقيح الأزهار المطلوبة .ويسر العليم الحكيم نقل حبوب اللقاح فجعل حوامل الأزهار المذكرة متدلية بحيث يمكن لأخف نسيم أن يحركها فتتناثر حبوب اللقاح وتطير مع الهواء إلى الأعضاء الأنثوية التي جعلها الله ريشية مكشوفة أمام الهواء للإمساك بحبوب اللقاح. ولم يجعل الخالق جل وعلا لهذا النوع من الأزهار رحيقاً أو روائح كما للأزهار التي تعتمد على الحشرات والحيوانات في تلقيحها لعلمه سبحانه أن الرياح لا تحتاج إلى هذه المحفزات للقيام بمهمة التلقيح .
وجعل الله نباتات المحاصيل - التي يحتاج إليها الإنسان بكميات كبيرة – من النوع الذي يتلقح بالرياح لأنها الوسيلة التي يتحقق بها التلقيح على أوسع مدى .فمَنَ سخر الأزهار لانتاج حبوب اللقاح بكميات كبيرة لضمان تلقيح المياسم الناضجة من تلك الأزهار؟ ومَنَ جعل حوامل حبوب اللقاح متدلية تتأثر بأدنى حركة للرياح؟ وجعل المياسم الأنثوية ريشية مكشوفة للإمساك بحبوب اللقاح الطائرة ؟ ومن أوجد التناسق البديع بين الرياح وحبوب اللقاح والمياسم إلا العليم بما خلق ، الحكيم فيما أبدع ، القائل: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)(الحجر:22) .
ثانياً : النقل بواسطة الحشرات :
وهناك أزهار أخرى لا تتلقح بالرياح لاختلاف تركيبهـا عـن تلك السابقـة(13) فجعل الله لها وسيلة أخـرى لتلقيحهـا وهي الحشرات ، وجعل سبحانه في هذه الأنواع من الأزهـار جـواذب للحشرات كالرحيق وحبوب اللقاح والألوان الجميلة، وجعل الهادي سبحانـه لبتلات الزهـور بقعا أو خطوطاً براقة تحدد المسار إلـى مخزن الرحيق .وسخـر الله للأزهـار التي مخـازن الرحيق فيهـا عميقة حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم طويلة كالنحل والفراشات ، أمـا الأزهار التي مخازن الرحيق فيها قريبـة فقد سخر الله لها حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم قصيرة كالذباب والخنافس .وهكذا تزور الأزهار المختلفة حشرات تتناسب معها .وأثناء زيارة الحشرة للزهـرة تلتصـق حبوب اللقاح على جسمها ، وعند زيارتها لزهرة أخرى من نفس النوع تنقل حبـوب اللقاح إلى عضو التأنيث فيها حيث تكـون أجزاء الزهرة مصممة بإحكام يتناسب مع
نوع الحشرات الحاملة لحبوب اللقاح .بل إن زهرة سحلبية النحل(14) جعل لها الباري عزوجل تركيباً يشبه أنثـى النحـل
وتنتج نفس رائحتها فيتوهم ذكـر النحـل أنها حشرة أنثى من نوعه ! وقد أبدع الله تصميم هذا النوع مـن الأزهـار بحيث إذا وقفت الحشرة الذكر عليها لامَسَ رأسُهـا أعضاء التذكير في الزهرة فيتعفر بحبوب اللقاح ويحمله إلى زهرة أخرى لتلقيحها. فانظر إلى آيات ربك التي تدلنا على حكمته سبحانه وعلمه ورحمته ، وسل نفسك مَنْ وزَّع هذه التخصصات في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ ومَنْ حدد طرق مسارها وهداها إلى أداء وظيفتها فلا تضل الطريق ، ولا يدخل مَيْسَم زهرة لقاحُُ دخيلُُ غريب عن نوعها؟ مَنْ إلا الله .
* وتأمل الزهرة الفخ التي تقتنص الحشرة لا من أجل التغذي عليها بل من أجل تحميلها حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في زهرة أخرى من نفس النوع والتي تفعل بالحشرة الناقلة نفس الشئ من أجل تفريغ تلك الحمولة من حبوب اللقاح لتتم عملية التلقيح .
* وزهرة الأرسمية(15) تنتج رائحة اللحم المتعفن لتجذب بها الذباب ليدخل قاعة مغلقة ، ولا يمكن للذباب أن يهرب إلا عندما تفتح بوابة فوهة الزهرة ، وحينها تكون الذبابة قد كسيت باللقاح في أثناء صراعها من أجل الخروج ، وعندما تنتقل إلى زهرة أخرى من نفس النوع تجذبها نفس الرائحة وتحتضنها الزهرة لأخذ حبوب اللقاح التي علقت في جسمها من الزهرة المذكرة ، فإذا ما تم التلقيح أطلقت سراحها .
* أما السحلبية الأرجوانية(16) المبكرة فليس عندها قاعة للسجن المؤقت بل لها مئابر(17) محملة بلوالب تنغلق على النحلة الزائرة في عملية تصفيد مؤقت، وصراع النحلة للخلاص يفرغ كيس اللقاح فوق ظهرها ، ثم تطير إلى زهرة أخرى من النوع نفسه لتلقي المصير نفسه حتى تطلق اللقاح على ميسمها .فمن هدى الزهرة أن تنتج الرائحة التي تجذب الحشرة المناسبة لتلقيحها ، ومن أمر الحشرة أن تنجذب لتلك الرائحة المخصوصة ؟
من علَّم الزهرة المذكرة حبك فخها المناسب لتلك الحشرة ؟ وعلم الزهرة الأنثى أن تحبك نفس الفخ ؟ لنفس الحشرة ؟ ومن حفز الحشرة أن تسير إلى الفخ؟ مَنْ غيرُ الخالق الفعال لما يريد .
ومن أحكم تركيب تلك الزهور مع أجسام تلك الحشرات للتزاوج بين النباتات ؟ من غير العليم الخبير سبحانه القائلسُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (يس:36) .وهل يقبل العقل السوي أن ينسب كل هذا الإحكام والتقدير والتدبير إلى الصدفة والعشوائية كما يزعم الكافرون ؟!