ღϠ₡ღ الجرّة المشروخة ღϠ₡ღ
يُحكى أنّه كان هناك امرأةٌ عجوزٌ صينيةٌ كبيرةٌ في السِّنِّ تملك جرّتين كبيرتين لنقل الماء، وكانت تضع كلَّ جرَّة على طرف وتد خشبيٍّ قويٍّ وطويل ، ترفع الوتد وتضعُه على عنقها فتحمل بذلك الجرّتين معاً .
إحدى الجرّتين كانت مشروخة ، أمّا الأخرى فكانت سليمة .
كانت العجوزُ تملأ الجرّتينِ معاً من جدول الماء، وفي نهاية الدّرب الطّويل الممتدّ من جدول الماء إلى البيت تصل الجرّة المشروخة وقد فرغت من نصفها.
ولشهور كاملة كانت هذه العمليّة مستمرّة في نقل الماء، وهذه السّيّدة تصل إلى بيتها مع جرّة مليئة وأخرى نصفِ فارغة .
لقيت العجوز بعضَ جارات لها على الطّريق ... فسألنْها ساخرات : ألا زلت تحتفظين بهذه الجرّة المشروخة التي تثقل كتفك ولا تنقل لك من الماء إلا القليل؟!!
كانت الجرّة السليمة تشعر بالفخر بنفسها .. لكن الجرّة المشروخة المسكينة باتت تخجل من عيبها وتشعر بالتّعاسة لأنّها لا يمكنها أن تنقل الماء كاملًا كلَّ يوم لهذه السّيّدة الطيّبة .
وبعد فترة شعرت الجرّة المشروخة أنّها جرّة فاشلة تماماً، فقرّرت أنْ تتحدث لصاحبتها فقالت لها: إنّي خجلة من نفسي ؛ لأنّ هذا الشّرخ في جانبي يسرّب الماء خارجاً على طول طريق العودة إلى منزلك، وأنت تتعبين بحملي.. ولا فائدة منّي.. أرجو أن تتخلّصي مني وتحصلي على جرّة جديدة سليمة ..
ابتسمت العجوز وقالت: ومن قال لك أن لا فائدة منك وأنّني يمكن أن أستغنيَ عنك ؟
بدت علامات التّعجّب على الجرّة المشروخة ... فأضافت السّيّدة العجوز :
هل لاحظت يا جرّتي العزيزة تلك الأزهار التي نبتت على جانب من الطريق؟
أجابت الجرة المشروخة : نعم ... لاحظتها ... كم هي جميلة يا سيدتي ... وكم أشعر بالفرح حين أتأملها وأشمّ عبيرها. هنيئًا لمن سقاها ...
قالت السيدة مبتسمة : هنيئًا لك يا جرتي المعطاءة ...
ازداد عجب الجرة المشروخة ... بينما استمرت العجوز بالكلام :
كنت دائماً أعرف عيبك هذا يا جرّتي الغالية، فقمتُ بنثرِ بذور أزهارٍ على جانبِك من الطّريق، وأنت كنتِ من تقومين كلّ يوم بسقايتها في طريق العودة إلى البيت دون أن تشعري بذلك ، والآن أصبح لديّ زهورًا جميلة بفضلك أزيّن بها بيتي المتواضع بالأزهار فيغدو بها روضة من الجنّة . فجزاك الله خيرًا ...
شعرت الجرة المشروخة بسعادة لا توصف وأدركت أنها قادرة ـ بإذن الله ـ على عمل كثير من الأشياء الجميلة بصحبة قلب يحبّها ويحتويها ...
☆★☆=========★☆★
كلٌ منا لديه ضعفه ولكن ضعفنا وشروخاتنا تضع حياتنا معاً بطريقة عجيبة ومثيرة فيجب علينا جميعاً أن نتقبل بعضنا البعض على مانحن فيه وأن ننظر لما هو حسنٌ لدينا فلنبحث جميعًا عن الوجه الإيجابي في كل ما حولنا لا عن الوجه السلبي فيه ، ولنحفظ لكل إنسان مكانته وكرامته بيننا ، ولنفسح له المجال ونساعده على أن يؤدي دوره لا نبخسه حقه .. فكلّنا بشكل أو بآخر جرار مشروخة... والكمال لله وحده . وقد قيل : كن جميلًا تر الوجودَ جميلً
يُحكى أنّه كان هناك امرأةٌ عجوزٌ صينيةٌ كبيرةٌ في السِّنِّ تملك جرّتين كبيرتين لنقل الماء، وكانت تضع كلَّ جرَّة على طرف وتد خشبيٍّ قويٍّ وطويل ، ترفع الوتد وتضعُه على عنقها فتحمل بذلك الجرّتين معاً .
إحدى الجرّتين كانت مشروخة ، أمّا الأخرى فكانت سليمة .
كانت العجوزُ تملأ الجرّتينِ معاً من جدول الماء، وفي نهاية الدّرب الطّويل الممتدّ من جدول الماء إلى البيت تصل الجرّة المشروخة وقد فرغت من نصفها.
ولشهور كاملة كانت هذه العمليّة مستمرّة في نقل الماء، وهذه السّيّدة تصل إلى بيتها مع جرّة مليئة وأخرى نصفِ فارغة .
لقيت العجوز بعضَ جارات لها على الطّريق ... فسألنْها ساخرات : ألا زلت تحتفظين بهذه الجرّة المشروخة التي تثقل كتفك ولا تنقل لك من الماء إلا القليل؟!!
كانت الجرّة السليمة تشعر بالفخر بنفسها .. لكن الجرّة المشروخة المسكينة باتت تخجل من عيبها وتشعر بالتّعاسة لأنّها لا يمكنها أن تنقل الماء كاملًا كلَّ يوم لهذه السّيّدة الطيّبة .
وبعد فترة شعرت الجرّة المشروخة أنّها جرّة فاشلة تماماً، فقرّرت أنْ تتحدث لصاحبتها فقالت لها: إنّي خجلة من نفسي ؛ لأنّ هذا الشّرخ في جانبي يسرّب الماء خارجاً على طول طريق العودة إلى منزلك، وأنت تتعبين بحملي.. ولا فائدة منّي.. أرجو أن تتخلّصي مني وتحصلي على جرّة جديدة سليمة ..
ابتسمت العجوز وقالت: ومن قال لك أن لا فائدة منك وأنّني يمكن أن أستغنيَ عنك ؟
بدت علامات التّعجّب على الجرّة المشروخة ... فأضافت السّيّدة العجوز :
هل لاحظت يا جرّتي العزيزة تلك الأزهار التي نبتت على جانب من الطريق؟
أجابت الجرة المشروخة : نعم ... لاحظتها ... كم هي جميلة يا سيدتي ... وكم أشعر بالفرح حين أتأملها وأشمّ عبيرها. هنيئًا لمن سقاها ...
قالت السيدة مبتسمة : هنيئًا لك يا جرتي المعطاءة ...
ازداد عجب الجرة المشروخة ... بينما استمرت العجوز بالكلام :
كنت دائماً أعرف عيبك هذا يا جرّتي الغالية، فقمتُ بنثرِ بذور أزهارٍ على جانبِك من الطّريق، وأنت كنتِ من تقومين كلّ يوم بسقايتها في طريق العودة إلى البيت دون أن تشعري بذلك ، والآن أصبح لديّ زهورًا جميلة بفضلك أزيّن بها بيتي المتواضع بالأزهار فيغدو بها روضة من الجنّة . فجزاك الله خيرًا ...
شعرت الجرة المشروخة بسعادة لا توصف وأدركت أنها قادرة ـ بإذن الله ـ على عمل كثير من الأشياء الجميلة بصحبة قلب يحبّها ويحتويها ...
☆★☆=========★☆★
كلٌ منا لديه ضعفه ولكن ضعفنا وشروخاتنا تضع حياتنا معاً بطريقة عجيبة ومثيرة فيجب علينا جميعاً أن نتقبل بعضنا البعض على مانحن فيه وأن ننظر لما هو حسنٌ لدينا فلنبحث جميعًا عن الوجه الإيجابي في كل ما حولنا لا عن الوجه السلبي فيه ، ولنحفظ لكل إنسان مكانته وكرامته بيننا ، ولنفسح له المجال ونساعده على أن يؤدي دوره لا نبخسه حقه .. فكلّنا بشكل أو بآخر جرار مشروخة... والكمال لله وحده . وقد قيل : كن جميلًا تر الوجودَ جميلً