ابتسامة لدموع

مرحبا بجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابتسامة لدموع

مرحبا بجميع

ابتسامة لدموع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ابتسامة لدموع

نهر للدموع يصب في ابتسامة أمل


    الزهرة الغاضبة

    الدمعة الباسمة
    الدمعة الباسمة
    Admin


    عدد المساهمات : 224
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 04/12/2010

    الزهرة الغاضبة Empty الزهرة الغاضبة

    مُساهمة  الدمعة الباسمة الإثنين مايو 02, 2011 7:47 am


    فتحت الباب وخرجت .... مع أول خطوة أحست بشيء مختلف في داخلها.... لا تدري كيف تصف ذلك الإحساس... حزن؟ فرح؟ صدقاً لا تدري...

    التفتت إلى الباب ...... كانت دفتاه تنغلقان ببطء وكأنهما تناديانها ؛ أي عودي ، لا تغادري !!

    ابتسمت للحظة الوداع ..... واقفل باب الحياة دونها ..... طأطأت رأسها في صمت..... صمت صارخ ..... هل هي نادمة؟ لا أعتقد ...

    تركت الحياة لأهل الحياة ... وتركت هذا الزمن لأهل هذا الزمن ... وغادرت المكان إلى سراب واحة غناء تائهة عبر الزمن....

    واحة وارفة الظلال.... خضراء اشجارها، يانعة زهورها.... انحنت إلى تلك القطعة الخشبية المرمية أمام باب الحياة.... والتقطتها وأخذت تخربش على ذلك الباب ؛ اني راحلة عن الحياة ....

    همست دفة الباب متألمة؛ لماذا ؟؟؟

    لماذا ليس بالسؤال عندما نرى الناس من حولنا يكره بعضم بعضاً، يحسد بعضهم بعضاً، يقتل بعضهم بعضاً بغير حق، يسرق بعضهم بعضاً، عندما نرى البشر في أبشع صورة نحتها لنفسه بأفعاله .... لم أعد أطيق النظر إلى ما تبقى من بشرية البشر....

    دمعت دفة الباب متألمة للخربشات.... خربشات كل من مر هنا راحلاً دون زاد ولا عدة.... راحلاً من هنا بدون عودة...

    وهنا هتف صوت بعيد... لكنه في الحقيقة غير بعيد... هنا!! أنا هنا يا فتاة الأحلام ؛؛ خبريني ما جرى في أرض الحياة ولم كلما مر راحل من هنا رأيت على خده دمعة وعلى شفتيه إبتسامة؟ غريب أمركم يا أيها البشر !! عجبنا نحن معشر الزهر، يدوس علينا الراحلون منكم يا بني البشر ونصبر لأن هذا قضاء وقدر!!؟؟ فلم ترحلون وعن حياة من الله بها عليكم تبتعدون... وأناساً أحبوكم تتركون ..... ثم على باب الحياة كلمات الوداع تخربشون.... عجبنا منكم بني آدم ولم نفهم كيف تفكرون..

    انحنت فتاة الأحلام إلى تلك الزهرة الغاضبة وهمست لها؛ ذاك قانون الحياة، تحب من لا يهتم لأمرك، ولا تهتم بأمر من يحبك.... قليلاً ما تلتقي القلوب وتتألف وقليلاً ما يصدق بنوا البشر في ودهم... كل يدوس الكل ، ليمر في ممرات الحياة الملتوية فهذه رشوة وهذه شهادة زور وهذا كذب وما أكثره وهذا زنا .... كانوا بالأمس يزنون فيكتمون واليوم بالفاحشة يتفاخرون ؛ داسو أهلك من الورود الرقيقة ولم يكتفوا فقد احرقوا حتى الغابات الكثيفة ، طردوا منها الطيور اللطيفة ، فحلقت بعيداً بلا مأوى ..... هاجرت والدمع غزير كدموع فلسطين الثكلى...[مازال دم الأمس في قلبي يندس.. والجرح في أضلعي اطويه يا قدس

    أمضي على وجل والكل يثقلني لكنني أبداً ما غالني يأس]

    آه يا زهرتي الصغيرة كلما تأملت الكون حولي .. وما حولي صغير .. أرى في مخيلتي الجرحى والقتلى من اخوتي ولا أحد يجيب نداء الأخوة .... وأرى إغتصاب المسلمات لحظة بلحظة بين يدي المحتل ينتهك طهرها وعفافها ولا أحد عن غضبه ولا حتى عن ألمه يعبر!!!

    زهرتي ليت البشر يعودون بشراً

    {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} هكذا تساءل الملائكة عند سماع الخبر، خبر خلافة الأرض ومن يخلف الأرض المعطاءة !! انهم بنوا البشر ، من عبر العصور تطاولوا على من استخلفهم فمنهم من غره ماله كقارون فلم يبقى منه ولا من ماله على وجه البسيطة أي أثر...

    ومنهم من غره ملكه فتكبر وعصى رسول الله موسى وطغى في الأرض وتجبر !! وبنى الصرح ليعلو على الخلق وصرخ أنا ربكم الأعلى ونسي أن الله أكبر!!! وهاهو اليوم في بلاد الكفر الفرنسية عبرة لمن إعتبر ....

    ومنهم من أنكر طبيعته يا زهرتي وأحب وأتى دون الإناث من هو مثله ذكر.... قوم لوط عادوا اليوم واني أراهم يتمشون يداً بيد أمامي فتخنقني عبرتي يا زهرتي وفي مشي استعجل الخطى وأحاول النسيان كي استمر...

    هل أحملك معي في رحلتي يا زهرتي أم أتركك فيدوسك من بعدي من هنا يمر؟؟

    أجابت الزهرة وقد ذبلت؛ إقطفيني وبين يديك احمليني فقد كرهت مثلك كل البشر...

    لا يا زهرتي، لم أكره البشر ، فيهم من ملك قلبي وروحي ومن يسعى دون كلل لنشر الخير ... هم الغرباء أحبتي اختارهم قلبي من دون البشر.... لم يغيبوا لحظة عن فكري ولن يغيبوا أبداً مهما طال الزمن أو قصر...

    ثم صمتت لحظة فبكت الزهرة // في الحقيقة لست أنا من رحل عنهم انما هم من رحلوا عني .... ودارت بي رحى الأيام يا زهرتي وعلى البعد عنهم لم أقدر وفي البحث عنهم لن استمر.....

    وقطفت الزهرة ، كانت الزهرة بين يديها تحتضر ...... زهرتي قتلتك كما قتلت قبلك زهرة العمر .... آسفة زهرتي لم أقصد ............. همست الزهرة ، لا تحزني فتاتي فالموت بين يديك أحلى من الموت تحت أقدام البشر....

    وترقرقت دمعة حارة، انسابت بمرارة ورحلت الزهرة .......................................

    أخذت نفساً عميقاً ونظرت نظرة أخيرة إلى باب الحياة المغلق..... ومشت مبتعدة ....

    ليت البشر يفهمون أنها تتألم منذ الصغر ..... والمها يزداد مع تقدم العمر...... تبكي على قيم ومبادئ من عالم اندثر ... هي دائماً كانت تفصل بين العقل والإحساس وهذا ما جعلها غريبة بين الناس ، قد تختصم وقلبها يتألم لكنها لا تنكر فضل من تفضل ... منذ الصغر لا يفهمها أحد سوى رب البشر ... اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة .....
    Par : الرحالة المؤمنة





      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 12:43 am